محراب
“محراب”
محراب هو عمل فني فراغي يستخدم جماليات الفن العربي ويدعو المتلقين لفحص الروحانية الإسلامية عبر المفهوم النسوي. المحراب هو الصومعة التي ينقطع فيها المتعبد. وهو أيضا الطاقة المجوفة والمزخرفة في وسط جدار المسجدالذي يواجه مكة المكرمة ويدل على القبلة. المحرلب المعماري دائما يبهرني فهو رمز بنائي منمق يمثل أقدس بقعة في المسجد، تلك التي يواجهها المصلون. في هذا المشروع الفني سأقدم المحاريب كصور روحية للمرأة العربية. محاريبي تمثل الهوية الإثنية والأنثوية بالإضافة إلى كونها تمثيلًا معماريًا للروحانية . تقدم اللغة العربية لفظ “الله” في حصرٍ ذكوري يؤكد مركزية الذكر وقربه من الله بينما لا يليق للمؤنث أن يستعمل كضمير لهذا اللفظ مما يترك الأنثى ضمن هوامش غامضة في اللاوعي. بينما حققت بعض نساء العالم تقدمًا في الزعامة الدينيية ( في محيط المجتمع ككل وليس بين النساء فقط)، نجد النساء العربيات لا يزلن بعيدات عن الركب. تسليط الضوء على القوة الدينية والروحية الداخلية للنساء يمكِّنُنا من التطرق للمساواة في السلطة وذلك من خلال لفت الإنتباه لقربهن من الله كالذكور تمامًا. التأكيد على تفرد كل امرأة داخل منظومة تقاليد المجتمع العربي يقوي وعينا بامتلاكها قدرات بشرية كاملة. في سنة ٢٠١٥ قمت بمقابلة أربع نساء عربيات ومناقشة العلاقات بين روحانيتهم وهويتهم. المرحلة الأولى من هذا المشروع كانت جمع المعلومات منهن و رسم صور لهن وسجادات صلاتهن و أشيائهن الخاصة. قمت باكتشاف نطاق إيمانهن وطبائع ذائقتهن الجمالية وعلاقاتها مع ثقافاتهن الأصلية. استخدمت كل ذلك في صنع محاريب فردية ثلاثية الأبعاد لثلاث منهن. كل محراب هو مساحة محدودة بساترين من الورق المطبوع، لها مدخل على شكل قوس إسلامي وسقوفة بنصف قبة معلقة على جدار. على الأرض سجيت سجادة صلاة مزخرفة. هناك مجسمات أخرى في داخل هذه المحاريب، فمثلًا يوجد في أحدها صينية عليها دولة قهوة شامية وفي آخر مائدة شاي مغربي. يمثل كل تكوين تحية إجلال لجماليات المرأة العربية و تراثها الثقافي. |